مثل غزال طيّب في مرج فسيح .

يحدث أن تكتشف أنّك طوال حياتك كُنت غزالاً ساذجاً في مرج .
في آخر المطاف ; أيضا تعترف – بشكل دقيق – أنّك توقّعت تلقّي رصاصة , لكنّك لم تتوقع من أيّ جهة ستخترقُ جسدك .

وتكتشف أيضاً أنّ كل من كان يعدك برحلة قنصٍ مثيرة , وأغراك بالنّزول إلى الفراغ الكبير , وجّه صوبك بندقيّة .

محزن جداً أنّ تقف أمام قاتليك , وتمسك لهم قلبك بيدك , وتقول لهم أنا أتوسّل إليكم أن تعيدوه إليّ , وكأّنك إلى الآن لم تستوعب المسألة ..

وكأنّهم أيضا لم يفهموا الصلاة الطويلة التي أديتها تحت أقدامهم حتّى يرحموك , لكنّهم مدوّا بنادقهم وأطلقوا اللعنات الطّائشة عليك ..

قُلت لكِ يا سيّدة ..
بعدما ماتت ذكريات , وأنا الآن مُصابٌ في غَدي , أنا كنتُ غزالاً ساذجاً في مرج .
بعدما ضيّعتُ كلّ شيء ; وبينما أنتِ تقولين لي سأعطيك الآن كلّ شيء ! لا تزال لعناتهم تثقبُ جبيني .

عندما كنت مراهقاً أتسكّع مع أصدقائي في السّكك الملأى بحلوى القُطن وبالسيدات , كنت أخبّيء قلبي في كمّي اليمين , وأركض مثل غزال طيّب في مرج فسيح .

أنا الآن لا أقوى على القفز ولا أستطيع حتّى الغرام , وكلّ ما تذكّرت صوت طلقة , تجفل غزلاني الصغيرة من يدي .

وانتِ تقولين لي :

إني برغم كل هذي الدّماء التي سالت عليّ أعشقك !

اشكال مختلفة للقلب

كان قلبي معلّقا على جدار مثل نتيجة اختبار آخر العام , والنّساء اللائي مررن بي , لا يفعلن أكثر ممّا يفعله الطالب الذي يبحث عن اسمه على هذا الجدار ..
كنّ مستعجلات , وعصبيات , ولم تنتبه أي امرأة للرّجل الذي يقف بجوارها , وفور أن يعثرن على اسمائهن , أو لا يعثرن , يغادرن سريعاً ليبلغن الخبر لرجل غيري …

——————-

قلبي لم يكن أكثر من كرة ; كتلك التي تستخدم في العلاج الطبيعي ..
يتم عصره كثيرا بانتظام , وبقوّة , واحتياج , ثم يُرمى بعد أن يسترد الآخر عافيته .

——————-

قلبي يدقّ بقوّة , قلبي ” يخبّط ” عليّ بعنف شديد من ” جوّا الصّدر ” , وأنا لا أجيب .

——————

كيف ستقولها , كيف ستقول لي : ” أحبكِ من أعماق قلبي ” ..
بشكل مختلف عن الاكليشيهات المعتادة .

The love I did not get , I’ll give-

الكِتابة من غير أجنحة .

حتّى أتقن الكتابة وحدي , كان يجب أن أقوم بالقفزة الأولى وحدي
حدث هذا منذ سنوات طويلة جداً , قفزت ورفرفت كثيراً ولم أرتفع أي سنتيمتر في الهواء .
بل وقعت على منقاري .
لم أتحدث مع أحد عن خيبتي الكبيرة , ولم أعرف كيف أرجع للعش الذي بناه جدي لي , لكنّي تسلّقت الشّجرة مليئا بالخدوش ومليئاً بالإهانات الكثيرة , كان عاراً على عصفور أن يتسلق شجرة ,

كنت مضطرا لهذا .

عار على مخلوق بأجنحة أن يتسلّق شجرة جنبا إلى جنب مع الزواحف والجرذان والسناجب .
كان ” شكلي بينهم ” شاذا ومثيرا للضحك أيضاً .

لكنّي لم أهتمّ , وصعدت , وقفزت مرة أخرى , وسقطت مرة أخرى , وتسلّقت الشجرة مرّة أخرى .

حتّى قُمت بأوّل رحلة طيران .

كِتابة أوّل نصّ بشكل سليم , شيء أشبه بالطيران بلا أجنحة .