حسين بقلم زامل

085939966135

 

الأديب الشاعر حسين سرحان

هو حسين بن علي بن صويلح بن سرحان من قبيلة الروسان (روسان المراوحة )من (برقا) بطن من بطون عتيبة المعروفة.
هجرة الروسان (مصدة)شمالا عن الدوادمي بحوالي 12كم, وشيخ القبيلة بن جامع, وهم يسكنون مصدة و الدوادمي, و قسم منهم في مكة. و قد استقر والد الشاعر في مكة المكرمة في حي المعابدة. جده لأمه (عبيد الله بن سرحان) تولى مشيخة المعابدة منذ دخل الملك عبد العزيز مكة, و قبل دخول الملك عبد العزيز في عهد الشريف عون كان ( أمير المعابدة )عمر بن سرحان أخا لجده صويلح.
و السراحين أعمامه و أخواله من الذين عاصروا الدولة السعودية لهم مكانة عند آل سعود في الخدمة و الرأي, و يعتمد عليهم في المهام الكبيرة كالنزاعات عند البادية.
أما والده علي بن سرحان فقد أوكل إليه من الملك عبد العزيز مراقبة بيع المواشي و كان يحسب رأيه في تقدير أثمانها و أنواعها.
بيت حسين سرحان معروف في المعابدة و هو مفتوح الباب للضيف و الطرقي و مرتادي مجلس القهوة الرسمي سواء في الصباح أو العصر, و على عادته فهو يجلس صباحا و مساء و يضيفهم و يحادثهم عن أحوالهم و يتناول معهم مطارحات شعرية و يروي كما يروون قصص و أشعار من سبق.
و حسين سرحان يجيد نظم الشعر النبطي و يحفظ الكثير منه, هذا خلافا عن نظمه للفصحى.
ولد الشاعر بمكة بين آخر 1332-1333 في حي المعابدة, و نشأ فيها و عاش بها إلى أن وافاه الأجل عام1413 في 6 من ذي القعدة.وقد تزوج من ابنة عمه من سكان مصدة عام1350 وله من الأبناء محمد رحمه الله توفي سنة1386 ومن البنات مزنة وهيا وقد توفيتا وبقي ابنتان وهما زهوة و فوزية.
كان كثير السفر في داخل المملكة و خارجها, فقد سافر إلى مصر وبيروت و العراق و الشام. وقد كان يرافقه في بعض سفراته الشيخ حمد الجاسر إلى بيروت ثم إلى بلاد أوروبا. و خلال هذه الرحلة طبع ديوانه (أجنحة بلا ريش).
أطول سفر غاب فيه كان إلى عسير حيث غاب سنة كاملة في مهمة أوكل بها, و قد قال كثيرا من شعره و بعض النثر وهو هناك.
كان يذهب بمعية الملك فيصل عندما كان نائبا في الحجاز إلى بعض المناطق الداخلية, و كان يرتاد مجلس الملك فيصل في الطائف.
وردت له ترجمات كثيرة في عدة كتب, و ممن كتب عن ترجمته محمد سعيد عبد المقصود و عبد الله بلخير في كتاب (وحي الصحراء), و عبد السلام الساسي في كتابه(شعراء الحجاز في العصر الحديث) كما ترجم لنفسه في بعض مقالاته.
درس في الكتاتيب على أيدي عدة مشايخ منهم باحميش و الشيخ محمد العلي التركي و الطيب المراكشي و غيرهم سواء في الحرم أو خارجه أو في مدرسة الفلاح, و أهم ما درسه في أوائل تعليمه الخط و بعضا من اللغة العربية ودرس فنونا من التفاسير و شروحا في الفقه الحنبلي و الأحاديث النبوية, و التحق بمدرسة الفلاح لكنه لم يبق بها إلا للسنة الثالثة, فقد كان الالتزام مع المدرسين يحرمه كثيرا من الوقت الذي قد يصرفه في قراءة خارجية في شتى المواضيع, فهو مولع بالقراءة في كل وقت فهو يقرأ ما يكون تحت يده, أو يدركه من يد غيره.
كان شاعرنا منذ سن مبكرة يكتب شعرا و نثرا و أقاصيص و مسرحيات و أشعارا نبطية, و قد نشرت الصحف و المجلات السعودية الكثير منها, و كذلك بعض المجلات و الصحف الخارجية.
و قد طبع في حياته عدة دواوين وهي أجنحة بلا ريش و الطائر الغريب و الصوت و الصدى.
أيضا مجموعة (من مقالات حسين سرحان )جمعها د/يحيى جنيد, و رسالة في الأدب و الحرب.
كما ضاع من أدبه الكثير منها ما احتواه الكوبر الذي كتب عنه الكثير, و من ضمنها مجموعة لديوانين (حادي العيس )و (هدهد سليمان ).
كيف و متى يكتب ؟
لم يلاحظ أن هناك وقتا محددا لممارسة الكتابة لكنه كان يكتب في المساء –ليلا- و هو كثيرا ما يكتب بالقلم الرصاص كما أنه قد يملي أحيانا.
كان يجلس متربعا و يسند الدفتر إلى فخذه فيبدأ بالكتابة من منتصف السطر, فيسترسل في الكتابة و كأن أحدا يملي عليه حتى يصل إلى نهاية الموضوع. وهو لا يعيد قراءة ما قد كتبه إلا ما ندر و لا يعدل أو يلغي أو يحذف إلا خلال الكتابة و قبل أن يدخل في ما بعدها. و إذا توقف قبل إنهاء الموضوع فهو لا يكمله في وقت آخر و ربما يعود له بعد أشهر.
تميز ت كتاباته بالسلاسة و العذوبة و الفصاحة, كما أنه كان يستخدم في مفردات شعره ألفاظا عربية ؛نظرا لتعلقه بأهداب الثقافة العربية و قراءاته للمعاجم العربية كلسان العرب و المنجد و غيرها من كتب اللغة, و حفظه لأشعار السابقين. كما أنه كان مطلع على كل ما يصدر من كتب حديثة .
وقد منح شهادة البراءة في الأدب.
أما بالنسبة للوظائف التي شغلها, فقد كان ضمن حاشية الملك فيصل. كما عمل في مصلحة اللوازم, و في وزارة المالية ثم سكرتيرا للجنة التنفيذية لتوسعة الحرم المكي الشريف. كما قد طلب منه في الثمانينات أن يتهيأ لمنصب وزير لكنه اعتذر غير رافض مبديا أسباب الاعتذار للملك فيصل و قد عذره.  

 

——————-

 

بقلم زامل سرحان رحمه الله .