حتّى أتقن الكتابة وحدي , كان يجب أن أقوم بالقفزة الأولى وحدي
حدث هذا منذ سنوات طويلة جداً , قفزت ورفرفت كثيراً ولم أرتفع أي سنتيمتر في الهواء .
بل وقعت على منقاري .
لم أتحدث مع أحد عن خيبتي الكبيرة , ولم أعرف كيف أرجع للعش الذي بناه جدي لي , لكنّي تسلّقت الشّجرة مليئا بالخدوش ومليئاً بالإهانات الكثيرة , كان عاراً على عصفور أن يتسلق شجرة ,
كنت مضطرا لهذا .
عار على مخلوق بأجنحة أن يتسلّق شجرة جنبا إلى جنب مع الزواحف والجرذان والسناجب .
كان ” شكلي بينهم ” شاذا ومثيرا للضحك أيضاً .
لكنّي لم أهتمّ , وصعدت , وقفزت مرة أخرى , وسقطت مرة أخرى , وتسلّقت الشجرة مرّة أخرى .
حتّى قُمت بأوّل رحلة طيران .
كِتابة أوّل نصّ بشكل سليم , شيء أشبه بالطيران بلا أجنحة .