موت لا يليق بشاعر

كلام لا يليق بشاعر  ma
[ لأني خسرت حروبي الأخيرة ..
فإني أموتُ , وأهربُ , وأتركُ كلّ شيء ورائي
لأن حياتي معاكم صارت قصيرة , فإني أموتُ , وأرحل , وأترك خلفي صوت بكائي ] ..

————————

وإنّي أموتُ سريعاً قبل حلول الكلام .

وكلّ السّطور التي كتبتُ إليكُم صارت حِبال , وكلّ الهموم التي مالت عليّ صارت جِبال , وإني أموت سريعاً قبل حلول الكلام .

وإني أموتُ قريباً , وأترك عُمري لكم , وأترك حُزني لكم , وفرحي القصير الذي لم يدم سوى ضِحْكَتين , وبيتي القديم , وغرفة نومي الصغيرة قبل سنينَ طوال , ولعبةً لم يتوفّر لي حظٌ كبيرٌ لأشتريها , ولم يتوفّر لي وقتٌ طويل لألعب فيها , وإني أموت قبل أن أكمّل واجباتي المدرسيّة , وقبل أن أجهّز شنطة سفري , وقبل أن أعدّ لنفسي العشاء الأخير مع المجدليّة .

وإني أموتُ صغيراً , وأترك ثوبي الممزّق من عند كمّي القصير , ومن عند جيبي , ومن عند قلبي الحزين بشكل كبير ..
وإني أموت , وقد لا أستطيع سماع الذي قد يقال .

لأنّي هناك .

وإني أموتُ قبل أواني , كفرح اليتامى .
وإني أموت قبل كلامي إليكم , يطير حماما .
وإني أموت غريباً , كمجنون ليلى , وحيداً , وحيداً , وحيداً لا أثير الإنتباه إلا بعد سنينَ طوال

وقد أطلّ عليكم من بين النجوم , وقد أشير إليكم ..
وقد أطلّ برأسي الصغير من بين الغيوم , وقد أنادي عليكم :

” سلاماً سلاما ” ..

وقد تسمعوني , و قد لا تسمعوني .! .
وإني أموت جميلاً بشكلٍ مرتّب , وشكلٍ منظّم , وشكلٍ أنيق ..
بشكلٍ يشبهُ استقامة رمحٍ , وقوف مؤذّن , دُعاء نبيّ , كرامة عاشقٍ , وطول ملاك .

وإني أموت قبيحاً بشكلٍ يشبه فوضى حياتي , وأبلعُ ملحاً ينزّ من عيني الصغيرة ووسط جفوني ..

وقت البُكاء ..

وإني بكيتُ كثيراً حتى تعبت , تعبتُ كثيراً حتّى كتبت , كتبتُ كثيراً حتّى بكيت ..
وضعت كثيراً بين حروف الأبجديّة , وإني صغيرٌ على غَزلِ القصائِد ولا أتقنُ صُنع الجمال ..
ولا أستطيع كِتابة سطرينِ بشكلٍ يليق .

وقد أستقيل قبل وفاتي , وأكتبُ سبباً يقولُ :
لماذا استقلت .! .

وقد أطلق على شِعري الرّصاص , وابحثُ عمّن يلمّ رفاتي , وأترك ورقاً يقولُ :
لماذا انتحرت .! .

 

محمي: حـُـزن

هذا المحتوى محمي بكلمة مرور. لإظهار المحتوى يتعين عليك كتابة كلمة المرور في الأدنى:

إثنا عشر غصناً , إثنا عشر حزناً .

1

لمّا انْحَنَيْتُ للعَاصِفَة , دَاسَتْ عَلَيّ شَجَرَةٌ هَارِبَة ..

 

 

2

لِمَ تَغْتَالُنِي الأشْجًارُ .. دائماً , و .. حتى أنَا ..
حتى أنا غُصْنٌ نَحِيِلٌ والله .. غصنٌ نحيلٌ و ” في حَالِي ” , ولَمْ أخْدِشْ خَصرَ شَجَرَةٍ في حَيَاتِي ..

 
3

[ زمان .! ] , كّانَ المَرْجُ جَبِيِنِي .. [ الآن .؟ ] , يَرْقُصُ الأَلَمُ على رَاحَتِي ..

 
4

دَوْمَاً , دَوْمَاً , دوماً أشْعُرُ أنّنِي مَقْطُوعٌ مِنْ شِجَرَة ..

 
5

جَدّتِي تَقُولُ بِأنّي نبتٌ شيطانيّ , وأمّي تَدّعِي أنّني بِذرَة غَيرها , وأبِي يَهُزّ رأسَه موافقاً ..
وأنا .؟! , ..
أنا لا أعرِفُ من أيّ الجُذُورِ طلَعت ..!

 
6

والآن ..
الحُزْنُ في صَدْرِي شَجَرَة عَتِيِقَة تَرْفَعُ أغْصَانَهَا لِلسّمَاءِ ..

 
7

لأنّنِي بِلا أُمّ .

 
8

لأنّنِي بِلا أَبّ .

 
9

بِلا إخوة .

 
10

بلا أخوات

 
11

بِلا أصدقاء .

 
12

لأنّنِي وَحِيدٌ , وبَرْدَانٌ , ومَا عِندي مِعْطَفٌ يَقِيَنِي شَرّ الحُزْنْ

الطّبلُ قلبي , الأوتارُ أوردتي .

ياربّنا , إني أعتذر لكّ عن :

( البُكاء ) .

إنْ جئتُ يوم القيامةِ بَاكياً , فلأنّ أوجَاعِي مَعي .
إن جِئتُ مُنحنياً ومُنكسراً , فلأنّ شجرَ أحزَاني لا زالَ يطرحُ أدمُعي .
إن جئتُ بلا ذِراعي , بلا فمي , بلا لِساني , بلا دَمي .

إن جئتُ بلا يدي ; أنا آسفٌ جداً يا سيّدي ..

أنا لن أموت في هذهِ الليلة , أنا لم أحضّرَ نفسي جيّدا هذا المَساء , أنا لا أرتدي شيئاً غير خطيئتي , وبيني وبينكَ ; ما معي إلا البُكاء .

———————-

أعتذر لك عن ( الكلام ) .

ماذا أقول يا سيّدي ..

ماذا أقول ومنذ البارحة ; بُكاؤنا يهطل علينا , ماذا أقول ; حتّى دعاؤنا يا سيّدي يرجع إلينا .

———————–

عن ( الحياة ) .

إعرض عليّ اقتراحاً واحداً وسأقبله ..
هل أنتحِر ! , وأنهي كل المسألة !, ..
هل أختصرَ المسافَة والزّمن , وأموتُ بملء إرادتي وبرغبتي وبلا ثمَن ! ..

لكنّني أخشى يا سيّدي إن موّتّ نفسي ; لا أموت .
لكنّني أخشى أن تقف الرصاصة بين الزّناد وأضلعي , .. ولا تفوت .
————————-

عن ( الغِناء ) .

يا سيّدي , إبقَ معي ..
إني أغنّي هذه الأحزان بمفردي .
الطّبلُ قلبي , الأوتارُ أوردتي , وإصبعي ..

صوتي بكاء , وفرقتي :
طفلٌ حزين , وتعاستي , وأمّي التي لا تبكي عليّ وأخوتي , وغياهبِ الجبّ في قلبي , ووحدتي , والوجع الذي أكَل من رأسي ” سعادتي وذكرياتي ومُتعتي ” ,
والخيل والليل ,والبيداء التّي …..
————————-

عن ( الحبّ ) .

الحبّ :حُجّة ” الوحيد ” ..
والفرقى : قدر
لا بدّ أنّي لا أجيد , سوى الكلام عن المطَر ..
————————–
عن ( البقاء ) .

و” هزّ إليكَ بجذع ” الرحيل , لأسقط جنيّاً مثل الرّطب
وأمهلني ” الليل نصفاً إلا قليل ” , لأكتب لك بيتاً من عتَب .

————————————