وأنا لديّ معجزاتي .

” في الحبّ شيءٌ من عظمَة الله , وأنفاسِ الشّياطين , وعذابات الأنبياء , وغُموض الملائِكة “

مازن .

——————————–

يغفر الله الذّنوب جميعاً إلا الشّرك , ويغفر العُشّاق كلّ الخَطايَا إلا الخِيَانة ..
الشّركُ في دين الله هو أن تُؤمنَ بآخر , والخِيانة في دين العِشق هي أن تحِبّ آخر .
” لا إله إلا الله ” في قلبِ كلّ مؤمن , و” لا ” يجتمع اثنان في قلبِ أيّ عاشق .

أن تُشرِك مع الله إلهاً آخراً فأنتَ خائِنٌ للأديان السّمَاويّة كلّها , وأن تُشركَ مع حبيبكَ حبيباً آخراً فأنتَ كافرٌ بكلّ مذاهبِ الحبّ , وخارجٌ من كلّ مِلَلِ العِشق , ..
أنتَ مرتدّ عن دينِ الهَوى ويجب هدر دمك .

العاشق يتعامل مع الحبّ بألوهيّة , إذْ أنّهُ لا يقبل أن يُشرَك معهُ أحدٌ ابداً , ..
والخائِن يتعامل معهُ بشَيطنة , إذ في الوقتِ الذي تكتشفَ فيهِ خيانتهُ ; يدّعي انّه أفضل مِن كلّ مَن يحيطُ بكَ , وأنْ ليس معكَ حقّ في أن تطردهُ من قلبك , وربّما أقسمَ قبل أن يرحل بأن يدمّرك , ثمّ يدمّر كلّ من تربطهُ صلة بك , وبالضّبط ..
كما فعلَ إبليس في السّماء ; يفعل كلّ الخَوَنة في الأرض .
أنّهم يغوون .! .

 

 
خلقنا الله على شيءٍ من هيئتهِ , ونفخ فينا بشيءٍ من روحهِ , وأعطانا شيئاً من صفاتهِ , ..
وهبَنا أشياءَ مثل :
” الكرم , العدل , الرّحمة , العلم , الحِكمة , العَظَمَة , … ” .
ثمّ عمّد الشّيطان بأن يمزُج كلّ هذا بشيءٍ من :
” البُخل , الظلم , القسوَة , الجَهل , التّهوّر , الذُلّ … ” .

[ إذن نحن أنصافُ آلهة , وأنصافُ أبالِسة .. ]
نُصيرُ آلهةً عندما نُحبّ , ونُسخَطُ شياطيناً عندما نُشركُ آخراً مع من نُحبّ .
الحبّ صَنيعة الخالق , والشّركُ بالحبيب ” عمَلٌ شَيْطانيّ ” ; لا أشكّ في ذلكَ مُطلقاً .

 
عندما نحبّ نصنع معجزاتٍ كثيرة , تماماً كإله , هو خلقنا بيدهِ ثمّ أعطانا _ نحن العُشّاق _ بعضاً من قُواه :
– نحن نعلم ” الغيب ” القريب أو البعيد كـ ( مرض الحبيب , حادث , موت ) ونسمّيه في مصطلحنا الآدميّ ” شفافِيَة ” :
يحدث ذلك عبرَ إحساسٍ مباغتٍ أحياناً , وأحياناً أثناء النّوم , أو خلال أحلامِ اليقظة , ..
” كيف ؟! : لا نعرف .! , المهمّ أنّه يحدث بالفِعل ” ..

– نستخدم ” الوحي ” ونسمّيه في مصطلحنا الآدميّ ” تيليبوثي / أو تخاطر ” , ونرسل رسائِل قصيرة سريعة إلى الحبيب المذهل أنهُ يستقبلها بالفعل .

أو قد نفكّر معهُ في نفس الشّي في نفس اللحظة , ..
وربّما ” ربّما كثيرة ” أن ننوي أن نتّصل بهِ في الوقت الذي يرفعُ هو السّمّاعة ليتّصل بنا , ..
أو يتّصل بنا قبل ان نُكمل هذا السّؤال :
” تُرى ! , مالذي أخّره ” ؟! ..
لكنّنا لا نعلم أنّنا _ وعندما تحرّك هذا السؤال في بالنا _ انّنا كنّا نقومً بإرسالِ رسالةٍ إليهِ , ..
إنّهُ وحيٌ من القلب للقلب , من الرّوح للرّوح , من العاشقٍ للعاشق ..
نحن نوحِي لمن نحِبّ عندما نحِبّ ; إذن نحن آلهة , ويوحَى إلينا ممّن يحبّنا ; إذن نحن أنبياء ..
[عندما تُحِبّ و تُحَبّ ; فأنت نصف نبيّ , نصف إله . ]

– تُكشَفُ عنّا الحُجُب , ..
نحن نرى مالا يراهُ البشر , نسمع مالا يسمعونه , ونشعر بمالا يشعر بهِ أيّ مخلوق .
أي أنّنا قد نشعر بوجود الحبيب بين مليون شخص ونعرفه وإن تخفّى عنّا , ..
وقد نشعر بوجوده أيضاً في مكانٍ عامٍ دون سابقِ موعد , ..
ويحدث كلّ ذلك دون وجود إشارة واضحة تدلّ عليه , أو على مكانه أو صفته , نعرفهُ بشيءٍ يسمّيه المتبحّرون في أمور العشق :
” فراسة , أو استشعار عن بُعد ” , ..
أنا أسمّيه :
” استشعار عن حُب ” .

 
عندما نشرك بالحبيب حبيباً آخر نصبح خوَنة , وعندما نخون نمسي أبالسة ; لذا :
– من الممكن أن نتآمر , أن نحيك الدّسائس , أن نشيَ بمن نحب , أن نوسوس له عبر آخرين ,..
أن نغويه , حتّى يصير شيطاناً مثلنا , ثمّ نتركهُ نحن بحجّة أنّنا الملائِكة ..

يعرفُ الخائِن أنّه ذاهبٌ ليُخَلّد في جحيمٍ من العلاقات المتعدّدة لا محالة لذا فهو يحرصُ أن يأخذَ معهُ أكبر عددٍ من الأنبياء , ..
ويعرف العاشق أنّهُ مخلّد في قلب حبيبه لذلك يحرص ألا يأخذ معه أيّ شيطان .
عندما نحِبّ الآخر أكثر ممّا يحبّنا ; حُبّا متطرّفاً , أعني لدرجة الشكّ والحيرة والقلق والغيرة ,
فنحنُ نقتربُ من أن نكون خليطاً من البشرٍ والشياطينَ والملائِكة , يعجننا الله بيديهِ من الطين , ثم يغمسنا في النّار والنّور معاً ; وهي معادلة قاتلة وخطَرة ومُربِكة , لأننا سنصبحُ وقتها :
” أكثر طاعة للحبيب وأكثر عصياناً له , أكثر خوفاً منهُ وأكثر خوفاً عليهِ , أكثر لُطفاً وأكثرُ عنفاً , أكثرُ تسامحاً وأكثر لوماً , أكثرُ إيماناً به وأكثر كفراً به , أكثر قلقاً , أكثر جنوناً , أكثر شكّاً , أكثر غيرة , أكثر ذِكراً لإسمه , وأكثر إنكاراً لهُ .! ” ..
باختصار :
أكثر تناقضاً .! ..
وعندها يصبحُ الآخر :
” … أكثر بُعداً , يصبحُ بعيداً جداً , بعيداً جداً جداً جداً كإله ” .

لذا يجب أن تتوازن الصّفات , وتتواءم القُوى .. لنحِبّ ونُحَبّ بنفس القدر ( إن أمكَن ( , ..
يجب أن نمشي بنفس السّرعة , ونُهرول بنفس السّرعة , ونركض بنفس السّرعة , ونقف في نفس المحطّة في نفس الوقت , ثم نعود ونمشي بنفس الخطوة , بنفس الرّتم والإيقاع :
تِك تَك / تِك تَك / تِك تَك / تِك تَك ..

يحدث أحياناً أن يتأخر أحد , أن يتعثّر أحد , أن يتعب أحد , قد يحدثَ خللٌ في الإيقاع , ..
وهو ما قد نسمّيه :
” هجر , خصام , فراق , بُعد , ملل .. ” .
الشّطارة أن يقف الآخر , أن ينتظر , أن يغيّر إيقاعه , أن يعود إلى النّغمة السليمة ليستريحا معاً ثمّ يُكملا المشوار , وهو ما نسمّيه :
” وِصال , رضا , صُلح , قُرب .. ” .

يجب أن نثِق في من نحبّ ..
يجب أن نعرف أنّ الثّقة صفة الإله , وأنّ الشّك سمَة البشر , ..
وأنّ الغيرة شُعور شيطانيّ لا ينقطع , وأنّ الإيمان عمل الملائكة المستمرّ ..
صدّقوني , ..
لأن من يثق يصبح أقوى , لأنّ من يشكّ يصبحُ أضعف ,
لأنّ من يؤمن يصبح أكثر نورانيّة , لأنّ من يغار يصبح أعنف ..
من تجربة عميقة , عميقة جداً , جداً ..
عندما تقع في الحبّ تصبح أحياناً :
نصف إله , نصف مَلاك ,
وأحياناً :
نصف إله , نصف شيطان ,
وأحياناً :
نصف إله , نصف نبيّ .

ما يعني _ بالنّسبة لي على الأقلّ _ أنّي عندما أحبّ لن أكون بشراً عاديّاً .
.
.
.
.
الحبّ شيء خارق .! , وأنا لديّ مُعجزاتي , ..
الحبّ إيمان .! , وأنا مؤمنٌ للغاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.