شَبِقَة

هذه المرأة التي تؤمن أنّ الجِنس هو أوّل مِهنة في التاريخ ..
بدقة أكثر , التي  تؤمن أنّ الجنس بالنسبة للمرأة ; هو المهنة الأولى , والأخيرة , والوحيدة , والحقيقية .

في واقع الأمر تُمارِس تعاليم إيمانها معي بكلّ إخلاص ..
باحترافيّة بالغِة , وبذمّة , وضمير , وانتظام , وخطورة شديدة ..

وبرغم الوداعة التي قد تبدو عليها , إلا أن عيبها الوحيد هو كونها ترغب كلّ ليلة في علاوة , وأنا ” صحّتي لا تحتمل ” .

حيث تقول أنّ هذا هو عيبي الوحيد , تقول هذا وهي تضحك وتمسح وجهها بصدري مثل قطّة بيت  :
” أنّي ربّ فراش لا يؤمن بالحوافز الجنسيّة ” .

حيث أنّ لديها القدرة على مطارحتي الغرام ثمان مرّات متتالية ( هي تقول هذا ) , وأنا لا أتحمل فعل ذلك ..
تطلب من مياهي أن تهطُل على أرضها  , أن تتفجّر مِن تحتها , مِن فوقها , أن تمرّ عبر وديانها وسهولها وجبالها , وأنا ليس لديّ ما يكفي في الوقت الحالي ..

مواردي محدودة , سُحُبي بيضاء , وبئري تنضبُ سريعاً .

هذه المرأة بارعة جداً , ومتمرّسة , وتمارس العاب الخفّة وخداع البصر بحِرفيّة شديدة ..
لدرجة أنّ لديها القدرة على إخفاء أرنب بأكمله في قبّعتها , ثمّ إخراجه مرّة أخرى ..
وأنا لا أتحمّل رؤية ذلك ..

 
هذه المرأة تدّعي أنّها تحبني , تحبني جدا , تحبني ” من زمان ” , أحبتني برغم رفضي أكثر من مرة أن أرتبط بعلاقة معها ..

لكن الحب وحده لا يكفي .. ( هي تقول ) .

إذ إن الإنتاجيّة العالية والمثمرة أثناء ممارسة الجنس , تعني ضرورة توفير محفّز مستمرّ ومتصاعِد ولا مُنتَهي ( أنا أقول ) .
أنا لا أملك كلّ هذا , لا أملك المحفّز , لا أملك هذا الرّتم المستمر المتصاعد والذي لا ينتهي ..
ولذلك فهي الآن من يديرني على الفِراش باقتدارٍ شديد .

المحفّز الوحيد الذي توفّره لي لكي أستمرّ في الاشتراك في هذا السيرك ثمانِ مرّات كل ليلة , لكي أهطل بغزارة , أن تريني حيلتها السحرية :
إخفاء أرنب بأكمله في قبّعتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.