القبيلة

الـقـبـيـلـة ..

أنا أؤمن بالانتماء للتّراب , للأرض , للمكان .
لا للقبيلة .

لأن الانتماء لمجموعة كبيرة من الأفراد في نظري هو أقرب للا إنسانية , وأنا لا أعيش تحت طائلة قانون القطيع .
لم أمشِ يوماً وراء خطّ طويل من الفِيَلة , أو قطيعٍ من النّعام , .
ولا يمكن أن يحكمني شيخ يحمل شهادة من الكُتّاب , أو تحكمني عادة قَبَليّة متخلّفة , أو ينتقد تصرّفاتي رجُل لم يتحرّك في حياته كلّها إلا في مساحة لا تتجاوز العشرة كيلومترات في عشرة كيلومترات .
رجل لم يرَ العالم الآخر .

هم ينكروني هناك كما أنكرهم هنا ..
ولو خُيّرت ; لاخترت أن ألغي لقب القبيلة من دفتر أحوالي ..

وفي العمل وبين الأصدقاء لا أحب إلا أن ينادوني بإسم العائِلة , لا بلقَبي القَبَلي .
وأنا أربّي أولادي على هذا .
أن يُخلصوا للعائِلة , والمَكان .
أن يحبّوا البلَد المقدّس الذي تربّينا فيه , على أن يقدّسوا لقَب لم يختاروا الانتماء له .
على أن يعظّموا شعائر قبَليّة مُبالغٌ فيها , لا تغني ولا تسمن .

نحن في الحِجاز أناس بُسطاء , أبسط مما تتخيّلوا .
لا نقيس الرّجولة , والكفاءة للشخص بمدى حفظه لـ ” إكليشيهات ” الولائم .
كـ ( كثّر الله خيرك , وجاد الله عليك , وأنعم الله عليك ) ,
ومتى يقولها , وتحت أي ظرف , وفي أي مناسبة , وبعد من , وقبل من ..
كما يفعلون في بادية نجد , أو أغلبها حتّى أكون منصفاً .

من يدخل بيوتنا يأكل من طعامنا , من الطعام الذي يُعدّ كلّ يومٍ في البيت , وهذا في نظري غاية الكَرَم أن نعتبر الدّاخل من أهل البيت ..
نحن هنا لا نعرف إلا ما يُسمّى بالذّوق , والذّوق في بروتوكولات الولائِم عندنا ألا تترك المائِدة قبل ضيوفك , وأن تأكل بأناقة ونظافة .. وبس .! ..
ونقبل بعد ذلك أي دُعاء بدوام الصحّة , أو النّعمة , .. بأي سيناريو وبأي صيغة .

إنّما هناك ..
يوجد نصّان مقدّسان لا يقبلان التحريف .
القرآن , و ” جاد الله عليكم وأخواتها ” …

One thought on “القبيلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.